الحج و العمرة فی ضوء الکتاب و السنة محمد سفیان الحنفي المصباحي ( نیپال اردو ٹائمز )

 الحج و العمرة فی ضوء الکتاب و السنة

 محمد سفیان الحنفي المصباحي

 المتعلم : بالجامعة الأشرفية، مبارك فور،الهند الحج :

 هو لغة القصد، و في اصطلاح الشرع : القصد إلى بيت الحرام في أشهر الحج بصفات مخصوصة بشرائط مخصوصة، كما قال العلامة علي بن محمد السيد الشريف الجرجاني : الحج : القصد إلی الشيء المعظم ، و في الشرع : قصد لبيت الله تعالى بصفة مخصوصة في وقت مخصوص بشرائط مخصوصة. (معجم التعريفات،ص:٧٣) الحج فرض على كل مكلف مستطيع في العمر مرة، و هو ركن من أركان الإسلام و ثبتت فرضيته بالكتاب و السنة. أما الکتاب : فقال الله تعالى : ﴿وَ لِلّٰهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَیْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ اِلَیْهِ سَبِیْلًا﴾.(آل عمران:٩٧) فهذه الآية نص في إثبات الفرضية. و قال في مقام آخر : ﴿وَ اَتِمُّوا الْحَجَّ وَ الْعُمْرَةَ لِلّٰهِ﴾.(البقرة:١٩٦) المراد بهذه الآية أتموھما لوجه الله تعالى بفرائضهما و شرائطهما بدون الکسل و التقصیر. اما السنة : فمنها حديث عن أبي هريرة- رضي الله عنه-، قال : "خطبنا رسول الله-صلى الله عليه وسلم-، فقال : أيها الناس قد فرض الله عليكم الحج فحجوا".(صحيح المسلم ،رقم الحديث:٣١٤٧) قال رسول الله- صلی الله علیه وسلم- : "بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله ، و أن محمدا رسول الله ، و إقام الصلاة ، و إيتاء الزكاة ، و الحج ، و صوم رمضان".(صحيح البخار،رقم الحديث:٨) فقول النبي هذا ﷺ نص في إثبات أركان الإسلام. قد وردت الأحاديث الكثيرة في فضائله : عن أبي هريرة-رضي الله عنه- قال: "سئل النبي-صلى الله عليه وسلم- أي الأعمال أفضل؟ قال: إيمان بالله ورسوله،قيل ثم ماذا؟ قال: جهاد في سبيل الله، قيل ثم ماذا؟ قال حج مبرور".(صحيح البخاري،رقم الحديث:١٥١٩) عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- ، أنها قالت:" يا رسول الله، نرى الجهاد أفضل العمل، أ فلا نجاهد؟، قال: لا، لكن أفضل الجهاد حج مبرور".(صحيح البخاري ،رقم الحديث:١٥٢٠) حدثنا آدم، حدثنا شعبة، حدثنا سيار أبو الحكم، قال: سمعت أبا حازم، قال: سمعت ابا هريرة-رضي الله عنه- ، قال: سمعت النبي-صلى الله عليه وسلم- يقول:" من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه" .(صحيح البخاري ،رقم الحديث:١٥٢١) أقسام الحج : القِران، والتمتع، والإفراد. القران : هو الجمع بين العمرة،والحج بإحرام واحد في سفر واحد. التمتع : ھو الجمع بين أفعال الحج، والعمرة في أشهر الحج في سنة واحدة بإحرامين بتقديم أفعال العمرة من غير أن يلمّ بأهله إلماما صحيحا.(معجم التعريفات،ص: ٦٠) الإفراد : هو أن يهل بالحج مفردا عن العمرة. ثبت جوازهم بالكتاب والسنة أما الکتاب : فقال الله : ﴿فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ اِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَیْسَرَ مِنَ الْهَدْي فَمَنْ لَّمْ یَجِدْ فَصِیَامُ ثَلٰثَةِ اَیَّامٍ فِی الْحَجّ وَ سَبْعَةٍ إذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذٰلِكَ لِمَنْ لَّمْ یَكُنْ أَهْلُهٗ حَاضِرِی الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَ اتَّقُوا اللّٰهَ وَ اعْلَمُوْۤا أنَّ اللّٰهَ شَدِیْدُ الْعِقَابِ﴾.(البقرة:١٩٦) أما السنة : فمنھا حدیث عن إبن عمر-رضي الله عنه- _في رواية يحيٰ_قال : "أهللنا مع رسول الله-صلى الله عليه وسلم بالحج مفردا.(صحيح المسلم،رقم الحديث:٢٨٨٣) عن بكر بن عبدالله، حدثنا أنس- رضي الله عنه- أنه رأى النبي-صلى الله عليه وسلم- جمع بينهما : بين الحج والعمرة.(صحيح المسلم،رقم الحديث: ٢٨٨٥) شرائط وجوب الحج : الإسلام ، والعقل ، و البلوغ ، والحرية ، والقدرة على الزاد والرحلة ، والعلم بكون الحج فرضا لمن في دار الحرب ، وسلامة البدن ، و أمن الطريق ، والمحرم للمرأة ، وعدم قيام العدة في حق المرأة.(الفتاوى الهندية،ج:١،ص: ٢٣٩) العمرة و فضائلها : العمرة : هي الطواف بالبيت، والسعي بين الصفا، والمروة بإحرام،کما في الفتاوى الهندية : "هي في الشرع زيارة البيت، والسعي بين الصفا، والمروة على صفة مخصوصة،و هي أن تكون مع الإحرام".(الفتاوى الهندي،ج:١،ص: ٢٦١) قال الله تعالى : ﴿و إِذْ جَعَلْنَا الْبَیْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَ اَمْنًا وَ اتَّخِذُوْا مِنْ مَّقَامِ اإبْرٰهٖمَ مُصَلًّى وَ عَهِدْنَاۤ اِلٰۤى اإبْرٰهٖمَ وَ اإسْمٰعِیْلَ اَنْ طَهِّرَا بَیْتِیَ لِلطَّآىٕفِیْنَ وَ الْعٰكِفِیْنَ وَ الرُّكَّعِ السُّجُوْدِ.﴾(البقرة:١٢٥) وقال في مقام آخر : ﴿اِنَّ الصَّفَا وَ الْمَرْوَةَ مِنْ شَعَآىٕرِ اللّٰهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَیْتَ اَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَیْهِ اَنْ یَّطَّوَّفَ بِهِمَا وَ مَنْ تَطَوَّعَ خَیْرًا فَاِنَّ اللّٰهَ شَاكِرٌعَلِیْمٌ﴾.(البقرة:١٥٨) لها فضائل كثيرة وردت فی الأحاديث النبوية الشريفة عن أبي هريرة-رضي الله عنه- أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- قال : "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما".(صحيح البخاري،رقم الحديث:١٧٧٣) عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم- : "تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب، كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة.(سنن الترمذ،رقم الحديث:٨١).

Comments